الطالب علي شويات يكتب خاطرة بعنوان :نداء قائد

نداء قائد

لستِ عشيقتي لأن هناك من عشقيكِ أكثر، لست مدينتي لأن هناك من سكنكِ أكثر، لست أمتي لأن هنا من خدمكِ أكثر، لست موجودة لأنكِ متي معهم، مع من أحبوكِ، مع من سكنوكِ، مع من خدموكِ وحموكِ.
أوقعتكِ عاصفة التاريخ، عاصفة كانت ممتلئة بحقدهم عليكِ يا عربية، عاصفة كانت تمطر شهوة لأراضيكِ، كانت تقصف برقاً ينهيكِ، يا عربية، يا إسلامية، يا وطناً، يا أرضاً، يا أمة، لقد سقطتِ، متِ في ذاكرة الرجال، محيتِ من عبق العصور، رُميتي في سجون النسيان، لم تعودِ موجودة.
انقرضت الرجال، شاخت العروبة، حُرقت الحضارة، طُعنت الأصالة، وقُلعت كل رؤوس حاولت أن تحيكي، يا أمة، نسيناكِ، لم نبكي حينما رحلتِ، لم نحاول إعادتك، عجزنا لأنهم أفرغوكِ منا ، صنعونا كما أرادوا، رسموا لنا الطريق الوحيد، عصروا منا مياه حبكي، وبدأنا نصبح شيئاً فشيئاً، مثلهم، لهم، معهم، أصبحنا لا نستغني عنهم.
أصبحنا نسلك طريقهم، ونعادي عدوهم، ونصادق صديقهم، أصبحنا قوماً بلا جذور حقيقية، بلا أهداف عربية، بلا كفاح، لأنهم اشتروا قادتنا، نشروا ثقافتهم أفشوا مبادئهم بيننا، ربطونا بخيوط ضعفنا، وأصبحوا يحركوننا كما يرغبون، وكما يرضي الشعور الذي زرعوه فينا.
متى سنصبح لنا؟ متى سيأتي عصر الرجال عصر الأحرار؟ متى سيأتي ذلك العصر الذي نكون فيه أمة ووطنا واحدا؟ ذلك العصر الذي يكون فيه سيفنا الإسلام، ورايتنا الشهادة ومرمانا عربي.
متى سنحطمهم بجمال فكرنا؟ ونرمي بقاياهم في مزابل التاريخ؟ متى سنحرقهم ونبيدهم من أفكارنا من أرضنا؟ متى سيكون الشعب هو القائد والقائد هو الشعب؟
متى ستزهر زهور الحب في أرض عربية؟ وتمشي أمواج الحرية في بحار عربية؟ متى ستحلق نسور الحياة في سماء عربية؟ كلها عربية ؟ متى سيرضخ التاريخ لنا ؟ متى؟ متى؟
عذرا يا أمة عليكِ أن تنتظري، تنتظري طويلاً، حتى تصيري عربية، إسلامية، حتى تصيري لنا.........
اعذريني، اعذريني .................

مدونة (كفاحي)
بقلم(علي شويات)
الصف(العاشر)
(A.E.S)